[color:9f09=darkred][size=24][color:9f09=darkred]((ناديــتُ غــزة))[/color][/size]
[size=24]للشاعر الليبي: فــارس عــودة[/size]
[size=24]ناديـتُ غَـزَّةَ والظـلامُ يلفُّهَـا والموتُ ينهشُ لحمَهـا ويمـزِّقُ [/size]
[size=24]والغـدرُ يقذفُهـا بكـلِّ ضغينـةٍ سوداءَ تنخرُ في الصدورِ وتحْرِقُ[/size]
[size=24]ناديتُها والريحُ تقصـفُ زهرَهـا وغصونُها تحتَ العواصفِ تُسْحَقُ [/size]
[size=24]ناديتُهَـا والجـرحُ ينـزفُ عـزةً بـدمٍ يسيـلُ وعبـرةٍ تترقـرقُ [/size]
[size=24]ناديتُها والحزنُ يغشَـى صفحَتِـي وجوانحِي بلظى الأسَـى تتحَـرَّقُ [/size]
[size=24]ناديتُهـا والوجـدُ يَمْـلأُ خافقِـي ودمِـي بحـبِّ حُمَاتِهـا يَتَدَفَّـقُ [/size]
[size=24]فأجابنِي صوتُ القنابـلِ صارخًـا كادَ الأسى بربـوعِ غَـزَّةَ يَنْطِـقُ [/size]
[size=24]أولمْ ترَ الأشلاءَ كيـفَ تبعثـرتْ ورمالَنَـا بـدمِ البواسـلِ تَغْـرَقُ [/size]
[size=24]أولمْ ترَ الأفـراحَ كيـفَ تبدلَّـتْ حَزَنًـا وشمـلَ الآمنيـنَ يُفَـرَّقُ [/size]
[size=24]ناديْتَنِـي لتـرَى الحيـاةَ هنيئـةً والفجرَ يَبْسُمُ في رُبَايَ ويُشْـرِقُ [/size]
[size=24]لترَى عيونَ الزهرِ كيفَ تبسَّمَـتْ وترى غصونِيَ فِي حماسٍ تُورِقُ [/size]
[size=24]فرأيتنِي والدمعُ يغسـلُ وجنتِـي والوجه يعـروهُ القتـامُ ويُرْهِـقُ [/size]
[size=24]ورأيتنِـي أبكِـي لفقْـدِ أحبـتِـي ورأيتَ قلبـيَ بالأسـى يَتشقَّـقُ [/size]
[size=24]ورأيتَ غربانَ اليهودِ وقدْ طغـتْ وسمعتَها بسمـاءِ غـزَّةَ تنْعَـقُ [/size]
[size=24]ورأيتَ أذيالَ القـرودِ تراقصـت ْ وكبيرهـم للمعتديـنَ يُصَـفِّـقُ [/size]
[size=24]ورأيتَ أسرابَ البعوضِ تطاولـتْ تقتاتُ من دمِنَا العزيـزِ وتلْعَـقُ [/size]
[size=24]ورأيتَ أجنحـةَ الظـلامِ تهدلـتْ والكونَ يغشاهُ السكونُ المطبـقُ [/size]
[size=24]ناديتُ يعربَ أينَ عزُّ بنودِكـمْ ؟! أولمْ يعدْ علـمُ الحميـةِ يَخْفِـقُ [/size]
[size=24]أينَ المروءةُ والشهامةُ والإبَـا؟! أينَ الجبينُ الشامـخُ المتألـقُ؟! [/size]
[size=24]بلْ أينَ دينُكِ ؟! أينَ عِزُّ محمدٍ ؟! أينَ " البراءةُ " والكتابُ المُشْرِقُ؟! [/size]
[size=24]إنِّـي رأيـتُ الحاكميـنَ أذلــةً وبأرضِنَا سَادَ الوضيـعُ الأحمـقُ [/size]
[size=24]حاشَـا هَنِيَّـةَ والذيـنَ تـبَّـوَؤُا عَرشَ الكرامةِ كيْ يَسودَ الأَصْدقُ [/size]
[size=24]هذَا الذي في وجههِ ألـقُ التُّقَـى وجبينُـه بالعـزِّ دومًـا يُشْـرِقُ [/size]
[size=24]كالشمسِ ينشرُ في الربوعِ كرامةً فَتُبِيـدُ ليـلَ الظالميـنَ وتَمْحَـقُ [/size]
[size=24]وبأمرِهِ تمضِي الجمـوعُ عزيـزةً وبحبِّـهِ تَحْيَـا القلـوبُ وتَخْفِـقُ [/size]
[size=24]والأُسْدُ تزأرُ حولَـهُ فِـي عِـزَّةٍ فتدوسُ أعناقَ الضباعِ وَتَسْحَـقُ [/size]
[size=24]هَذِي كتائـبُ عِزِّنَـا قـدْ أقبلـتْ في ركبِهَا يمضِي الإباءُ ويَلْحَـقُ [/size]
[size=24]فاستبشرِي يا قـدسُ إنَّ أسودَنَـا بِثَرَى فلسطيـنٍ تهيـمُ وَتَعْشَـقُ [/size]
[size=24]تمضِي إلى الهيجاءِ واثقةَ الخُطى وإلى المكـارمِ والفِـدَا لا تُسْبَـقُ [/size]
[size=24]لاذتْ بحبـلِ اللهِ واعتصمـتْ بـهِ والحقُّ أَنْجَـى والعقيـدةُ أَوْثَـقُ [/size]
[size=24]لا لَنْ يعيدَ الأرضَ سِلْـمٌ زائـفٌ يعـدُو إليـهِ الخائـنُ المتسلِّـقُ [/size]
[size=24]يدعونَنَا للسلـمِ أيـنَ سلامُهـمْ ودماءُ أهلِيَ فِي الثَّـرَى تَتَدَفَّـقُ [/size]
[size=24]يـا أُمَّتِـي لا تركنِـي لحبَالِهـمْ فالغدرُ أَوْهَـى والخيانـةُ أَخْلَـقُ [/size]
[size=24]لا لَنْ يُعِيدَ القـدسَ إلاَّ مصحـفٌ وسواعدٌ ترمي الجِمَارَ وترشُـقُ [/size]
[size=24]لا لـنْ يُعِيـدَ الحـقَّ إلا فتـيـةٌ بأكفِّهمْ يزهُـو الحسـامُ ويبـرُقُ [/size]
[size=24]ستعودُ يا أقصَـى وتلـكَ عقيـدةٌ ويعـودُ نجمُـكَ ساطعًـا يَتَأَلَّـقُ[/size][/color]